عنوان مقترح:
تلغراف: مراسل يظهر على شاشة BBC العربية في غزة كتب عبر حسابه في منصات التواصل: “سوف نحرق اليهود كما فعل هتلر”
ظهر سامر الزعانين، المراسل من غزة، على قناة BBC العربية أكثر من اثنتي عشرة مرة منذ اندلاع الصراع، بل وقدّم تقارير مباشرة خلال الشهر الماضي.

كُشف أن الصحفي الفلسطيني سامر الزعانين، الذي ظهر مرات عديدة على قناة “بي بي سي عربي” لتغطية أحداث غزة، دعا عبر منشورات على وسائل التواصل الاجتماعي إلى العنف ضد اليهود، حتى إنه دعا صراحةً إلى “حرقهم كما فعل هتلر.”
ظهر سامر الزعانين، البالغ من العمر 33 عاماً، أكثر من اثنتي عشرة مرة على “بي بي سي عربي” منذ اندلاع الصراع بعد هجوم حماس على بعض من القرى والمدن الواقعة جنوبي إسرائيل في 7 أكتوبر 2023. وشمل تغطيته تقارير مباشرة من مخيم النصيرات للاجئين، خاصةً بعد العملية الإسرائيلية لتحرير أربعة رهائن.
لكن تبين لاحقاً أن سامر الزعانين نشر على مدى سنوات منشورات معادية لليهود على وسائل التواصل الاجتماعي، منها منشور في يوليو 2022 كتب فيه: “عندما تسوء الأمور، أطلق النار على اليهود، فذلك يصلح كل شيء.”
وفي مايو 2011 كتب رسالة قال فيها: “رسالتي إلى الصهاينة اليهود: سنستعيد أرضنا، نحن نحب الموت في سبيل الله كما تحبون أنتم الحياة. سنحرقكم كما فعل هتلر، ولكن هذه المرة لن نترك منكم أحداً.”

في منشورات أخرى، استخدم وسماً معادياً يقول: “#كلنا_حماس_يا_ابن_اليهودية.”
لقد شملت منشورات سامر الزعانين على وسائل التواصل الاجتماعي خلال العقد الماضي تأييداً لأكثر من 30 هجوماً منفصلاـً ضد المدنيين اليهود في إسرائيل، حيث وصف هذه الأفعال بأنها “مباركة” و”بطولية”؛ واصفاً المنفذين بـ”الأبطال” و”الشهداء” الذين “صعدوا” إلى “السماء”، وكان يبدو أنه يعبر عن فرحته بموت الضحايا.
وفي تعليقه على هجوم وقع في فبراير 2023، حيث قتل إرهابي فلسطيني طفلين بعمر ثماني وست سنوات ورجل يبلغ من العمر 20 عاماً بعد أن صدم سيارته في محطة حافلات في القدس، قال الزينين إن الضحايا “سوف يذهبون إلى الجحيم قريباً”.
لقد وصف الصحفي الفلسطيني أيضاً بشكل متكرر إرهابيي حماس الذين نفذوا هجمات 7 أكتوبر بأنهم “مقاتلو مقاومة”، بما في ذلك أولئك الذين استهدفوا الشباب الذين كانوا يحضرون مهرجان نوفا الموسيقي.
أما أحمد قنن، وهو أيضاً أحد المتعاونين صحفيا بصورة منتظمة مع بي بي سي العربية، فيبدو أنه أعرب عن أمله في أن يموت الإسرائيليون الذين أصيبوا في إطلاق نار بالقرب من كنيس في القدس، والذي أسفر عن مقتل سبعة مدنيين في يوم ذكرى الهولوكوست في يناير 2023.
في منشور على فيسبوك رداً على صديق قال “نريد أن نرى بعض الحناجر تُقطع”، رد قنان قائلاً: “لا تتخلى عن طموحك”.
كما وصف قنان أيضاً شاباً فلسطينياً يبلغ من العمر 26 عاماً قتل أربعة مدنيين وضابط شرطة في سلسلة من عمليات إطلاق النار في مدينة بني براك الإسرائيلية في مارس 2022، بأنه “بطل”.
مصادر داخل “بي بي سي” أوضحت أن سامر الزعانين وقنان ليسا موظفين رسميين بالمؤسسة، بل متعاونين مستقلين. رغم ذلك، أدان مراقبون إعلاميون استمرار اعتماد “بي بي سي عربي” على متعاونين معروفين بآرائهم المتطرفة، واتهموا القناة بالتحيز ضد إسرائيل.
تقول لجنة الدقة في تقارير وتحليل الشرق الأوسط كاميرا:
“بي بي سي” تحاول التنصل من المسؤولية عبر اعتبار هؤلاء الصحفيين مجرد “متعاونين” وليسوا موظفين. ولكن لا ينبغي لأي شخص يدعو إلى العنف ضد المدنيين اليهود أن يشارك في تغطية الأخبار لصالح “بي بي سي”. كمصدر اعلامي ذات ثقة.
يأتي ذلك بعد أن كشفت صحيفة “ذا تليغراف” أن الصحفي المتعاون مع بي بي سي بالعربية “أحمد الأغا” كتب عبر صفحته بالفيس بوك ومنصات التواصل إن الإسرائيليين أقل من البشر واليهود ليسوا الا “شياطين”.
قال متحدث باسم “كاميرا “UK (فرع مؤسسة كاميرا في بريطانيا): تقوم بي بي سي بالتعاون مع صحفيين مستقلين ممن يستخدمهم القسم العربي بشكل مضلل على أنهم مجرد ‘مساهمين’ حتى لا تتحمل المسؤولية عن الكراهية التي ينشرونها بانتظام على وسائل التواصل الاجتماعي.
ويضيف المتحدث باسم “كاميرا “UK: “عند تقديم التقارير المباشرة من قطاع غزة ومناطق أخرى في العالم، لا تطلب بي بي سي منهم مشاركة آرائهم مع جمهورها، بل تطلب منهم تقديم تقارير شهود عيان بناءً على وجودهم في الموقع.
كما يوضح المتحدث باسم “كاميرا “UK: “الصحفيون المستقلون ممن يكشفون عن تحيز فاضح مثل هذا لا ينبغي أن يكونوا مراسلين لشؤون إسرائيل واليهود في بي بي سي. أي شخص تظهر أنشطته على وسائل التواصل الاجتماعي دعمه للعنف الذي يستهدف المدنيين اليهود في إسرائيل يفتقر إلى المهارة الصحفية الأساسية في التمييز بين المقاتلين وغير المشاركين.”
وقد دعت كيمي بادينوتش، زعيمة حزب المحافظين، الشهر الماضي إلى “إصلاح شامل” لقناة بي بي سي العربية بعد تقرير من “كاميرا” اتهمها بـ “معاداة السامية الفظيعة والتحيز ضد إسرائيل”.
وفي رسالة إلى تيم دافي، المدير العام لهيئة الإذاعة البريطانية، قالت السيدة بادينوتش: “قناة بي بي سي العربية تهدف إلى تقديم أخبار عالية الجودة وموثوقة لمئات الملايين من الأشخاص الذين يتحدثون العربية. يجب أن تحافظ على أعلى معايير البث الخدمي العام. بدلاً من ذلك، يبدو أن خدمة العالم قد تكون تساهم في تأجيج التطرف وتضليل الجمهور – بينما يتم تمويلها من أموال دافعي الضرائب ورسوم الترخيص. هذا ببساطة غير مقبول ويجب أن يتوقف.”
قد تحققّت بي بي سي سابقاً من عدد من مقدمي البرامج والمراسلين في قناة بي بي سي العربية الذين أعجبوا أو شاركوا منشورات على وسائل التواصل الاجتماعي التي بدا أنها تحتفل بفظائع 7 أكتوبر، لكنها لم تتخذ أي إجراء آخر ضدهم.
تم التواصل مع الزعانين وقنان للتعليق.
وقال متحدث باسم بي بي سي: “لا يُسمح للصحفيين الدوليين، بما في ذلك بي بي سي، بالوصول إلى غزة، لذا نسمع من مجموعة من شهادات العيان من القطاع. هؤلاء ليسوا موظفين في بي بي سي أو جزءاً من فريق التقارير في بي بي سي. لم نكن على دراية بأنشطة هؤلاء الأفراد على وسائل التواصل الاجتماعي قبل الاستعانة بهم للتحليل ونقل الأخبار على الهواء. نحن واضحون تماماً في أنه لا مكان لمعاداة السامية في خدماتنا”.
كتب: باتريك ساوير، مراسل أخبار أول في صحيفة تلغراف.
منشور بتاريخ 26.4.2025
للاطلاع على آصل التقرير: أنقر هنا