ترويج “بي بي سي” لحادثة رفح التي لم تقع

في وقت مبكر من صباح الأول من يونيو، نشرت هيئة الإذاعة البريطانية (BBC) تقريراً على موقعها الإخباري بعنوان: “مقتل ما لا يقل عن 15 في إطلاق نار إسرائيلي قرب مركز مساعدات في غزة، بحسب مسعفين”.

الترجمة للخبر المعروض:
مقتل ما لا يقل عن ١٥ شخصيا بنيران إسرائيلية قرب مركز مساعدات في غزة، وفقا لمصادر طبية.

وقد نُسب التقرير إلى صحفيَّين من الـBBC غير موجودين في قطاع غزة، هما رشدي أبو العوف في القاهرة وآنا لامتشي في لندن. وتعلّق التقرير بحادثة يُزعم أنها وقعت قبل عدة ساعات في رفح، وكان مصدرها الأساسي رواية “صحفي محلي”.

الترجمة للخبر المعروض:
مقتل ما لا يقل عن ١٥ شخصيا بنيران إسرائيلية قرب مركز مساعدات في غزة، وفقا لمصادر طبية.

يقول التقرير:

قُتل ما لا يقل عن 15 فلسطينياً في قصف بالدبابات الإسرائيلية وإطلاق نار قرب مركز توزيع مساعدات في رفح، جنوب قطاع غزة، وفقاً لمسعفين وسكان محليين.
وأفاد محمد غريب، وهو صحفي محلي في رفح، للـBBC بأن آلاف الفلسطينيين تجمعوا بالقرب من مركز توزيع مساعدات إنسانية تموله الولايات المتحدة عندما اقتربت دبابات إسرائيلية وفتحت النار على الحشد.
وأضاف أن الحشد كان قد تجمع بالقرب من دوار العلم حوالي الساعة 04:30 صباحاً بالتوقيت المحلي (02:30 BST)، قرب مركز تابع لمؤسسة غزة الإنسانية، قبل وقت قصير من ظهور الدبابات الإسرائيلية.
وقال غريب: “بقي القتلى والجرحى على الأرض لفترة طويلة”.
“لم تتمكن فرق الإنقاذ من الوصول إلى المنطقة الخاضعة للسيطرة الإسرائيلية، ما اضطر السكان لاستخدام عربات تجرها الحمير لنقل الضحايا إلى المستشفى الميداني”.”

لم يُذكر شيء عن سجل هذا “الصحفي المحلي” أو الانتماءات الإعلامية للجهة التي توظفه. وتضمن التقرير لاحقاً اقتباسات من “طبيب في مستشفى الصليب الأحمر الميداني” الذي أصدر بياناً قبل عدة ساعات دون تحديد مكان الحادثة، وكذلك من “المتحدث باسم الدفاع المدني محمود بصل” دون إعلام القارئ بأن هذا الجهاز خاضع (يعمل تحت إدارة وأمرة) لحركة حماس.

وقد تم الاستشهاد كذلك بـ”صحفي محلي” في النشرة المباشرة الأولى للـBBC حول الحادثة.

الترجمة للخبر المعروض:

مقتل ما لا يقل عن 26 شخصاً جراء نيران دبابات إسرائيلية قرب مركز توزيع مساعدات في غزة، وفقاً لفرق الإنقاذ.

نُشر في 1 يونيو، الساعة 07:38
أندرو همفري – مراسل

قُتل ما لا يقل عن 26 شخصاً وأُصيب العشرات بجروح قرب موقع لتوزيع المساعدات الإنسانية تدعمه الولايات المتحدة في مدينة رفح جنوب قطاع غزة، بحسب ما أفاد به مسعفون وشهود عيان.
وقال صحفي فلسطيني محلي لهيئة الإذاعة البريطانية (BBC) إن آلاف الفلسطينيين كانوا قد تجمعوا قرب مركز توزيع المساعدات عندما اقتربت الدبابات الإسرائيلية وفتحت النار على الحشود.

ووقعت الحادثة، بحسب التقارير، في الجهة الغربية من مدينة رفح، جنوب قطاع غزة، فيما يتم علاج المصابين في أحد المستشفيات القليلة التي لا تزال تعمل في خان يونس.
يأتي ذلك بينما تبذل الولايات المتحدة جهوداً للتوصل إلى وقف لإطلاق النار، وسط انتقادات دولية متزايدة لإسرائيل بشأن الأوضاع الإنسانية المتدهورة في غزة.
سنوافيكم بمزيد من التفاصيل والتطورات حول هذه الحادثة والحرب الجارية، فابقوا معنا.

الترجمة للخبر المعروض:

آلاف الفلسطينيين تجمعوا قرب مركز توزيع مساعدات

نُقلت جثث القتلى والجرحى، من بينهم أشخاص من ذوي الإعاقة السمعية، على عربات تجرها الحمير من موقع تعرض للقصف قرب مركز توزيع مساعدات تموّله الولايات المتحدة في مدينة رفح، جنوب قطاع غزة.
وأفاد صحفي فلسطيني محلي بأن آلاف الفلسطينيين كانوا قد تجمعوا في وقت مبكر من صباح اليوم قرب المركز، عندما فتحت الدبابات الإسرائيلية نيرانها باتجاههم.
وقد تواصلت هيئة الإذاعة البريطانية (BBC) مع جيش الدفاع الإسرائيلي (IDF) للحصول على تعليق، لكنها لم تتلقَ رداً حتى الآن.
وتأتي هذه الحادثة الدامية الأخيرة المرتبطة بآلية المساعدات الجديدة بعد ساعات فقط من تقديم حركة حماس ردها الرسمي على المقترح الأمريكي الأخير لوقف إطلاق النار.
وصرّح مسؤول رفيع في حماس بأن الحركة قدّمت رداً “إيجابياً ومسؤولاً”، في حين وصف المبعوث الأمريكي ستيف ويتكوف الرد بأنه “غير مقبول إطلاقاً”.

لاحقاً، أُعيد استخدام اسم الصحفي ذاته في نسخة محدّثة من تقرير أبو العوف ولامتشي.

الترجمة للخبر المعروض:

القتلى والجرحى ظلّوا على الأرض لفترة طويلة – بحسب صحفي فلسطيني متعاون

قال محمد غريب، صحفي محلي من رفح، في حديث لـBBC إن آلاف الفلسطينيين تجمعوا قرب مركز توزيع مساعدات إنسانية مدعوم من الولايات المتحدة، عندما اقتربت دبابات إسرائيلية وفتحت النار على الحشود.
وأوضح غريب أن الحشود تجمعت عند دوّار “الأعلام” حوالي الساعة 4:30 صباحاً بتوقيت غزة (02:30 بتوقيت بريطانيا الصيفي)، بالقرب من المركز التابع لمؤسسة غزة للإغاثة الإنسانية، وذلك قبل وقت قصير من ظهور الدبابات الإسرائيلية وإطلاقها النار.
وأضاف: “القتلى والجرحى ظلوا على الأرض لفترة طويلة”، مشيراً إلى أن طواقم الإنقاذ لم تتمكن من الوصول إلى المكان، الذي يقع تحت السيطرة الإسرائيلية، ما أجبر السكان على استخدام عربات تجرها الحمير لنقل الضحايا إلى المستشفى الميداني.

على مدار اليوم، تم تحديث التقرير (الذي وضعه رشدي أبو العوف في القاهرة وآنا لامتشي في لندن) مرات عديدة، حيث تغير عدد الضحايا المفترضين في العنوان من 15 إلى 26 ثم إلى 31 وأخيراً إلى 21، كما تغير مصدر الأرقام ثلاث مرات من “مسعفين” إلى “حماس” ثم “الصليب الأحمر”.
وفي النسخة الرابعة من التقرير، أُبلغ جمهور الـBBC بما يلي:

“قال الجيش الإسرائيلي إنه ‘ليس على علم حالياً بإصابات ناجمة عن نيران للجيش الإسرائيلي داخل موقع توزيع المساعدات الإنسانية. ولا تزال المسألة قيد المراجعة’.”

بعبارة أخرى، اختارت الـBBC ترويج مزاعم غير مؤكدة قبل أن تتلقى أي معلومات من الجيش الإسرائيلي أو مؤسسة غزة الإنسانية (GHF).

بعد حوالي سبع ساعات ونصف من نشر التقرير الأولي، بدأت الـBBC بالاقتباس من جراحة بريطانية تُدعى “فيكتوريا روز” تعمل في مستشفى ناصر، قالت في فيديو مسجل في الصباح: “كل الأسرة ممتلئة، وكل الحالات إصابات بأعيرة نارية.”

لم توضح الـBBC كيف استطاعت الجراحة أن تؤكد بشكل قاطع أن الحادثة وقعت “في مركز توزيع المساعدات التابع لمؤسسة GHF قرب رفح” بينما كانت هي نفسها موجودة في خان يونس، على بُعد عدة كيلومترات.

الترجمة للخبر المعروض:

نشر في 11:36 صباحاً بتاريخ 1 يونيو
تعليق الصورة: صورة لجراحه بريطانيّة في مستشفى

شاركت وزارة الصحة الفلسطينية في غزة مقطع فيديو للطبيبة الجراحية البريطانية فيكتوريا روز، وهي في قسم الطوارئ بمستشفى ناصر، تصف فيه تداعيات الحادث الذي وقع اليوم.
وقالت روز: “وقع إطلاق نار في مركز توزيع المساعدات التابع لمؤسسة GHF قرب رفح”، مضيفةً: “الوضع هنا كارثي تماماً.”
وأوضحت روز أن العديد من المصابين نُقلوا من موقع الحادث إلى المستشفيات الميدانية المحلية.
وأشارت إلى أن عدد المصابين الذين وصلوا إلى المستشفى كان هائلاً، حيث تحدث السكان المحليون عن أعداد تتراوح بين 100 و200 شخص.
وأكدت أن جميع الإصابات كانت جروحاً ناتجة عن إطلاق نار.
لا تزال التفاصيل الدقيقة لما حدث في مركز توزيع المساعدات غير واضحة حتى الآن. كما ذكرنا، زملاؤنا في فريق BBC Verify يعملون على التحقق من الحقائق، وسنوافيكم بأحدث المعلومات فور توفرها.

نفس النسخة من التقرير تضمنت:

“قالت مؤسسة غزة الإنسانية، التي تدير المركز، إن التقارير ‘كاذبة’ ونُشرت من قبل حماس. وأضافت أنها وزّعت 16 شاحنة من المواد الغذائية صباح الأحد ‘دون أي حادثة’، وأكدت أنه ‘لم تقع أي إصابات أو وفيات’.
وقالت المؤسسة: ‘لقد سمعنا أن هذه التقارير المزيفة تُروّج من قبل حماس، وهي غير صحيحة ومفبركة’.”

نُشر هذا البيان في الصفحة المباشرة للـBBC قبل 25 دقيقة من ترويجها لتصريح الجراحة البريطانية بشأن الموقع.

الترجمة للخبر المعروض:

تقارير الوفيات والإصابات مزيفة ومفبركة – مؤسسة غزة الإنسانية

تلقت هيئة الإذاعة البريطانية (BBC) رداً من مؤسسة غزة الإنسانية عقب التقارير التي زعمت مقتل العشرات بعد أن فتحت دبابات إسرائيلية النار قرب مركز مساعدات في رفح.
تنفي المؤسسة هذه الادعاءات بشكل قاطع، مؤكدة أن جميع المساعدات تم توزيعها اليوم بدون أية حوادث. وأوضحت المؤسسة أنه لم تقع أية إصابات أو وفيات.
وقالت المؤسسة: “لقد سمعنا أن هذه التقارير الكاذبة تم ترويجها بنشاط من قبل حماس. هذه التقارير غير صحيحة ومفبركة”.
كما ذكرنا سابقاً، يعمل زملاؤنا في قسم التحقق لدى هيئة الإذاعة البريطانية على التحقق من الحقائق، وسنوافيكم بأحدث المعلومات فور توفرها.

كما نقلت النسخة ذاتها من التقرير تصريحاً من “وزارة الصحة في غزة” دون توضيح أنها خاضعة لحماس أو معالجة التناقضات في رواياتها:

“قالت وزارة الصحة في غزة إن أكثر من 200 حالة وصلت إلى المستشفيات، منها 31 وفاة.”

في حوالي الساعة 13:00 بتوقيت غزة، أصدرت مؤسسة GHF تسجيلات من كاميرات المراقبة تُظهر أنه لم تقع أي حادثة في الموقع أو في التوقيت المذكور. ومع ذلك، لم تُعرض هذه اللقطات في الصفحة المباشرة لموقع الـBBC، ولم تظهر في النسخة المكتوبة للتقرير ولا حتى تم ذكرها.

النسخة التي نُشرت الساعة 17:14 بتوقيت غرينتش يوم 1 يونيو – وقد نُسبت حينها إلى سيباستيان آشر ورشدي أبو العوف، وحملت العنوان التالي: “مقتل 31 في إطلاق نار إسرائيلي قرب مركز مساعدات في غزة، بحسب سلطات الصحة التابعة لحماس” – تضمنت جزءاً من بيان الجيش الإسرائيلي الذي صدر قبل أكثر من ساعة:

31 قتيلاً برصاص إسرائيلي قرب مركز مساعدات في غزة، وفقاً لوزارة الصحة التابعة لحماس

“قال الجيش الإسرائيلي إن نتائج التحقيق الأولي تشير إلى أن قواته لم تطلق النار على المدنيين أثناء وجودهم قرب أو داخل مركز توزيع المساعدات الإنسانية.
وأضاف البيان: ‘في الساعات الأخيرة، تم نشر تقارير كاذبة، تتضمن اتهامات خطيرة ضد الجيش الإسرائيلي بشأن إطلاق نار على سكان غزة في موقع توزيع المساعدات.
وتشير نتائج التحقيق الأولي إلى أن الجيش لم يطلق النار على المدنيين في ذلك الموقع، وأن التقارير بهذا الشأن غير صحيحة’.”

على الرغم من هذا البيان، استمرت الـBBC في تقديم الرواية بصيغة “قالت وقالوا”، كما ورد في النسخة التي نُشرت في وقت مبكر من 2 يونيو تحت عنوان:
الصليب الأحمر: مقتل ما لا يقل عن 21 شخصاً وإصابة العشرات في حادثة مساعدات بغزة، والتي جاء فيها:

الصليب الأحمر: مقتل 21 شخصاً على الأقل وإصابة العشرات في حادث متعلق بالمساعدات في غزة

“قالت اللجنة الدولية للصليب الأحمر إن 21 شخصاً ‘أُعلن عن وفاتهم فور وصولهم’، بينما من بين 179 مصاباً كانت هناك نساء وأطفال.
جاء بيان المنظمة بعد أن قالت وكالة الدفاع المدني في غزة – التابعة لحماس – إن ما لا يقل عن 31 شخصاً قُتلوا والعديد أُصيبوا في الحادث، الذي ألقت مسؤوليته على ‘نيران إسرائيلية استهدفت مدنيين’.
لكن الجيش الإسرائيلي قال إن نتائج التحقيق الأولي أظهرت أن قواته لم تطلق النار على أشخاص كانوا قرب أو داخل مركز المساعدات.
إسرائيل لا تسمح للوكالات الإخبارية الدولية، بما في ذلك الـBBC، بدخول غزة، مما يجعل من الصعب التحقق مما يحدث هناك.
المجموعة التي تدير مركز توزيع المساعدات – مؤسسة غزة الإنسانية – نفت أيضاً ادعاءات الإصابات والضحايا، ووصفتها بأنها مزاعم نُشرت من قبل حماس.
حتى مساء الأحد، بقيت الأوضاع على الأرض غير واضحة.”

بعد ساعة من نشر الجيش الإسرائيلي لبيانه، ظلت إذاعة BBC Radio 4 في نشرتها الإخبارية السادسة (من دقيقة 2:59 هنا) تروّج للرواية القائلة إن “ما لا يقل عن 31 شخصاً قُتلوا بنيران إسرائيلية”، مبررة ذلك بقولها: “لا يمكن للـBBC أن تغطي الأخبار بحرية من داخل غزة”.

تضمنت النشرة أيضاً تقريراً من مراسلة مكتب القدس، لوسي ويليامسون، التي أخبرت المستمعين عن “أشخاص جائعين أُطلق عليهم النار قرب رفح أثناء انتظارهم فتح مركز توزيع مدعوم من إسرائيل”.
وادعت ويليامسون خطأً أن “هذا هو الحادث القاتل الأخير” في أحد مراكز التوزيع الجديدة، وكررت ادعاء مفاده أن “منتقدي إسرائيل يقولون إنها تستخدم الجوع كسلاح حرب” – وهو ادعاء كررته أيضاً في تقريرها المسائي على تلفزيون BBC.

كما تضمنت تقارير ويليامسون صوت طبيب يُدعى أحمد أبو سويد (أو أبو سويد)، وصفته بأنه يعمل مع “رحمة وورلدوايد” – وهو على ما يبدو نفس الشخص الذي ظهر في صفحة BBC المباشرة:

الترجمة للخبر المعروض:

“لم أرَ شيئاً كهذا من قبل”، طبيب أسترالي يقول

في وقت سابق، ذكرنا أن وزارة الصحة في غزة، التي تديرها حماس، نشرت مقطع فيديو لجراحة بريطانية تُدعى فيكتوريا روز. وقد أصدرت الوزارة الآن مقطعين إضافيين يظهران أطباء أجانب يعملون في القطاع.
الطبيب الأسترالي أحمد أبو سويد قال إن حادثاً أدى إلى وقوع عدد كبير من الإصابات اليوم. ووصف المستشفى بأنه غارق تحت ضغط هائل، مع اقتراب نفاد الإمدادات الطبية.
وأضاف: “كل هؤلاء الضحايا من المدنيين الذين طُلب منهم التوجه إلى مركز للمساعدات للحصول على الغذاء، لكنهم انتهوا بإصابات، معظمها جروح ناجمة عن شظايا”. وأردف: “أغلبهم في حالة حرجة، وبعضهم وصلوا إلى المستشفى وقد فارقوا الحياة”. ثم قال: “لم أرَ شيئاً كهذا في حياتي”.
وفي مقطع آخر، قال الطبيب البريطاني توماس بوتوكار، الذي زار غزة 16 مرة خلال ثماني سنوات، إن هذا هو “بلا شك، أسوأ ما رأيته على الإطلاق وبفارق كبير”.
ورغم أنه لم يتطرق تحديداً إلى حادثة مركز المساعدات، أكد أن “إلى جانب القصف المستمر”، يعاني سكان غزة من الجوع الحاد، وأن سوء التغذية حال دون تعافي الجروح. وأضاف: “80% من المرضى الذين نعالجهم هم من النساء والأطفال”.

لم تتضمن أي من تقارير هيئة الإذاعة البريطانية (BBC) التي نقلت عن الدكتور أحمد أبو سويد (يكتب باسم Dr Ahmed Abu Sweid) – ويُكتب أيضاً  Abou Sweid – معلومات لجمهور ال بي بي سي حول خلفيته أو أنشطته السياسية الموثقة في أستراليا، أو حول السجل المرتبط بالإرهاب للمنظمة الخيرية التي يعمل معها.

وكما قد يتذكر القراء، فإن الطبيب الآخر المذكور في التقرير – توم بوتوكار – سبق وأن تطوع مع منظمة “الإغاثة الطبية للفلسطينيين” (Medical Aid for Palestinians) المناهضة لإسرائيل، وهو الأمر ذاته بالنسبة للجراحة البريطانية فيكتوريا روز المذكورة في سابق التقرير.

أحد الجوانب البارزة بشكل خاص في التغطية الواسعة التي قدمتها هيئة الإذاعة البريطانية (BBC) عبر منصاتها المختلفة لهذه القصة هو تصويرها لآلية توزيع المساعدات الجديدة الخاصة بـ”صندوق غزة الإنساني” (GHF)، والتي وصفتها في تقارير سابقة مراراً بأنها “مثيرة للجدل”. وفي أحد تقارير BBC التلفزيونية بتاريخ 1 يونيو، قال المراسل سيباستيان آشر للمشاهدين:

“المسألة المتعلقة بآلية التوزيع الجديدة عبر مجموعة تُدعى صندوق غزة الإنساني (GHF) أُعيد طرحها للنقاش من جديد بسبب هذه الحوادث…”

وهذا، بطبيعة الحال، هو تحديداً السرد الذي تحاول حماس الترويج له، نظراً لأن خطة صندوق غزة الإنساني (GHF) قد قوّضت سيطرتها على المساعدات الإنسانية في قطاع غزة، وكذلك دخلها منها.

ومن الواضح أيضاً أن هذا السرد قد تبنّاه عدد كبير من صحفيي هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) الذين يُبدون استعداداً لتصديق أي ادعاء لحماس دون الحصول على تأكيد مستقل.

الترجمة للخبرين المعروضين:

وكالة أسوشيتد برس (@AP)
عاجل: وزارة الصحة في غزة تعلن أن حصيلة القتلى جراء إطلاق النار على حشد كان متجهاً إلى موقع لتلقي المساعدات ارتفعت إلى 31 قتيلًا.

=======

وكالة أسوشيتد برس (@AP) – 1 يونيو
عاجل: مستشفى الصليب الأحمر في غزة يعلن مقتل ما لا يقل عن 21 شخصاً وإصابة 175 آخرين أثناء توجههم لتلقي مساعدات من مؤسسة إسرائيلية.

إذا كان جمهور هيئة الإذاعة البريطانية (BBC) الممول، بما في ذلك ربما السياسيون البريطانيون، يظن أن المؤسسة قد تعلمت درساً بعدم القفز إلى الاستنتاجات قبل وضوح الحقائق المتعلقة بالحوادث المبلّغ عنها، خاصة بعد تغطيتها القاسية لانفجار مستشفى الأهلي في أكتوبر 2023، فسيكون هذا اعتقاداً خاطئاً.

فالتغطية الأخيرة لـBBC تظهر مرة أخرى أن عدداً كبيراً من صحفييها يتبنّون موقفاً افتراضياً يتمثل في تصديق الأسوأ عن إسرائيل، حتى عندما تأتي الادعاءات غير المؤكدة من مصادر مشكوك في أمرها أو ذات دوافع سياسية – بما في ذلك “الصحفيون المحليون” – وتخدم أجندة دعاية حماس. وبعد مرور أكثر من 48 ساعة على شروع الـBBC في الترويج عبر منصاتها المختلفة لقصة لم تحدث، لا تزال تنقل لجمهورها عن “قتل الفلسطينيين يوم الأحد” و”القتل بالقرب من موقع توزيع المساعدات في غزة“.

ترجمة الخبر المعروض:

الأمم المتحدة تطالب بإجراء تحقيق في عمليات القتل قرب موقع توزيع المساعدات في غزة.

وطبعاً، نرى مرة أخرى هيئة الإذاعة البريطانية (BBC)، بما في ذلك رئيس قسم الأخبار الدولية فيها، تعتذر عن تقاريرها غير الدقيقة بالاعتماد على ما تعتبره بمثابة “بطاقة الإفلات من العقاب”، وهي القول بأن “حكومة إسرائيل لا تسمح للصحفيين الدوليين بالتغطية من داخل قطاع غزة”.

ترجمة الخبر المعروض:

قال مسعفون في غزة إن دبابات إسرائيلية أطلقت النار بالقرب من مركز مساعدات في رفح، فيما أبلغ مستشفى عن مقتل 26 شخصاً وإصابة 150 آخرين.

بالقلم: هدار سيلع

للاطلاع على أصل التقرير بالإنجليزية والمنشور في موقع مؤسسة كاميرا أنقر هنا.

Leave a comment

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *