قناة “سكاي نيوز عربية” تستمر في نعت المدن والقرى الإسرائيلية، أينما وجدت على الخارطة، بالمستوطنات. وذلك على الرغم من تنويه مؤسسة “كاميرا” مراسلي القناة الإخبارية في أكثر من مناسبة.
هكذا اعترض د. مئير مصري، المستشار في مؤسسة “كاميرا” وأستاذ العلوم السياسية بالجامعة العبرية في أورشليم القدس، على وصف مراسل القناة في الجليل فراس لطفي مدينة كريات شمونه بالمستوطنة، معللاً أنها تقع “داخل حدود إسرائيل المعترف بها دولياً، عربياً وإماراتياً”. حيث أن القناة مملوكة لدولة الإمارات العربية المتحدة التي وقعت قبل عام على معاهدة سلام مع إسرائيل.
ليس فقط القناة لم تصحح مقالها الذي كان قد وصف كريات شمونه ومدن أخرى داخل إسرائيل بالمستوطنات، إلا أن موقعها قد نشر بعد ذلك ثلاثة مقالات على نفس النحو:
في الرابع من أغسطس/آب تحت عنوان: “سقوط صواريخ قرب مستوطنة قريبة من لبنان والجيش الإسرائيلي يرد”; الصورة: “صاروخ سقط في منطقة مفتوحة قرب مستوطنة كريات شمونة“; المضمون: “ورد الجيش الإسرائيلي بسبع قذائف على الحدود مع لبنان في سهل مرجعيون مقابل مستوطنتي المطلة وتلة الحمامص.”
“.الخامس من أغسطس/آب, 01:01: “تجددت الحرائق بشكل كبير في الأحراش القريبة من مستوطنة كريات شمونة داخل إسرائيل”
“.الخامس من أغسطس/آب, 02:33: “تجددت الحرائق بشكل كبير في الأحراش القريبة من مستوطنة كريات شمونة داخل إسرائيل”
التاسع من أغسطس/آب, بقلم الصحفي اللبناني محمد قواس: “الصواريخ الثلاث التي أطلقت من جنوب لبنان في 4 أغسطس (أي في ذكرى مرور عام على كارثة مرفأ بيروت) واستهدفت مستوطنة كريات شمونة.”
ولعل “سكاي نيوز عربية” القناة الوحيدة من بين الفضائيات المنسوبة لمؤسسات إعلامية غربية ناطقة بالعربية التي تحدثت عن “مستوطنات” داخل حدود إسرائيل أثناء تغطيتها للاشتباكات الأخيرة بين الجيش الإسرائيلي وحزب الله، الشيء الذي يعطي انطباعاً بأن القناة تشكك في شرعية إسرائيل كدولة. ولا سيما وأن وكالة “فرانس برس” بالعربية والتي كانت قد وقعت في ذات الخطأ ثلاث مرات ما بين الرابع عشر والتاسع عشر من مايو/أيار، قد عكفت عن استخدام لفظ “مستوطنة” واختارت أن تصف كريات شمونه ب”البلدة“.
يبدو وكأن تلك هي سياسة “سكاي نيوز عربية”، نظراً إلى سوابقها المتعددة (الشيء الذي يتنافى مع لائحة “سكاي نيوز” البريطانية التي تتبعها “سكاي نيوز عربية”):
- الثالث عشر من مايو/أيار – “تعرض مستوطن إسرائيلي للطعن بسكين في مدينة اللد في أراضي 48.”
- الخامس عشر من مايو/أيار – “وأفاد مراسل “سكاي نيوز عربية” في غزة، بإطلاق صواريخ من القطاع باتجاه مدينة بئر السبع جنوبي إسرائيل، و مستوطنة كريات ملاخي.”
- السابع عشر من مايو/أيار – “وطلبت قيادة الجبهة الداخلية الإسرائيلية من سكان المستوطنات القريبة من الحدود اللبنانية، الدخول إلى الملاجئ المحصنة.”
- العشرون من مايو/أيار – “وتسبب إطلاق الصواريخ والقذائف في الأيام الأخيرة في هروب الآلاف من سكان مستوطنات غلاف غزة بعدما قاموا بتعبئة الأشياء الثمينة والممتلكات.”
أما عن “اندبندنت عربية”، المملوكة والمدارة من قبل جهات سعودية، فموقفها أكثر ضبابيةً، حيث أنها اعتادت أن تتحدث عن “مدن” و”بلدات“، باستثناء مقال واحد نشرته بقلم الصحفي اللبناني وليد شقير وصف كريات شمونه بالمستوطنة.
والجدير بالذكر أن مؤسسة “كاميرا” كانت قد دعت ثلاث وسائل إعلام إلى الكف عن نعت التجمعات السكانية اليهودية القائمة داخل حدود إسرائيل المعترف بها دولياً بالمستوطنات: “بي بي سي“، “رويترز” و”يورونيوز“.
أنظر إلى التقرير المنشور بالإنجلزية على موقع “CAMERA UK” التابع لمؤسسة “كاميرا”
