لقد فاجىء مراسل صحيفة “إندبندنت عربية” في الضفة الغربية خليل موسى قراءه مؤخراً بإعلانه عن وجود مخطط يهودي لتهويد أورشليم القدس عبر إنشاء منتزهات “توراتية” – على حد تعبيره!
فيما يلي الخبر الذي نشره في أكتوبر/تشرين الأول 2021:
تعمل إسرائيل على تحويل مقبرة إسلامية في القدس إلى حديقة توراتية تقول إنها أراضي دولة والفلسطينيون يؤكدون أنها امتداد لمقبرة اليوسفية. (…) لا تكاد الفلسطينية علا نبابتة تفارق قبر نجلها في المقبرة اليوسفية بالقدس خشية إزالته، بسبب مواصلة السلطات الإسرائيلية العمل على تحويل المقبرة إلى حديقة توراتية، وذلك في ظل اتهامات لإسرائيل ‘بملاحقة الأموات في قبورهم بهدف استكمال تهويد المدينة‘.
وكما أوضحنا سابقاً فإن الحديث عن “حديقة توراتية” ليس إلا وسيلة يتخذها خليل موسى لتصوير أي مشروع تنموي إسرائيلي في أورشليم القدس، حتى إذا كان مختلفاً عليه، بهدف ترهيب الرأي العام العربي. حيث أن الإشارة إلى مفاهيم دينية يهودية (“توراتي”، “تلمودي”، “حاخامي”، إلخ) طالما تستخدم من أجل شيطنة أي مشروع والادعاء بأنه يعد “اعتداءاً” على مقدسات المسلمين.
وعليه ففي أكتوبر/تشرين الأول 2020، ادعى خليل موسى بأن خطة إسرائيل لإنشاء “حدائق توراتية” تشمل ما لا يقل عن خمسة كيلومترات خارج أسوار البلدة القديمة، فيما قال في مارس/آذار 2021 أن هذه الحديقة يتم التخطيط لها داخل البلدة القديمة. ولو أجرينا مقارنة بين الخبرين (كما فعلنا في منشورنا السابق حول هذا الموضوع) فمن المستحيل أن نجد ولو معلومة واحدة لم يطلها التغير حول موقع هذه الحدائق التي يكتنفها الغموض أو حول مساحتها، سوى أنها جزء من المخطط الإسرائيلي الشرير للسيطرة على القدس.
إنه بالطبع ليس نهج موسى وحده، بل هو أسلوب قديم طالما لجأ إليه كوادر السلطة الفلسطينية وغيرهم من نشطاء و”خبراء” منذ عقود. ولكنه لا يليق بصحيفة دولية ولا يمت بالإعلام المهني بصلة.
أنظر إلى التقرير المنشور بالإنجلزية على موقع “CAMERA UK” التابع لمؤسسة “كاميرا”