صحيفة عربية لندنية تنشر العداء للسامية وتؤيد الإرهاب

byCAMERA Arabic

في الخميس الماضي، تم نشر محتوى رسم كاريكاتوري جديد معادٍ للسامية في صحيفة القدس العربي، وهي صحيفة مقرها لندن وتمتلكها قطر وتديرها شخصيات فلسطينية ..(توضيح: ترأس تحرير الصحيفة سناء العالول وهي زوجة الكاتب اللبناني المعروف عبد الوهاب بدرخان ، وهي بالمناسبة شقيقة القيادي الفتحاوي الشهير محمود العالول. )

أحد الرسوم الكاريكاتيرية وضعها فهد البحادي وهو رسام كاريكاتير سوري، ويصور هذا الرسم جنديا إسرائيليا على شكل بعوضه تتغذى على بركة من الدم من فلسطيني (يفترض أن الشخص الفلسطيني ميت أو ينازع الموت).

وعرضت الصحيفة الرسم الكاريكاتيري تحت عنوان “الاحتلال الإسرائيلي يوغل في دم الفلسطيني”.

التعليق العام على الكاريكاتير

يمثل الكاريكاتير ردًا شائعًا تم استخدامه من قبل، حيث يعرض الرسم الكاريكاتيري الجندي الإسرائيلي في صور حشرة شريرة أو أخطبوط أو فيروس أو وحش أو من الزواحف الضارة أو القاتلة ، ودوما ما تظهر صورة الدم من العربي على صورة “اليهودي” أو “الإسرائيلي” ، وتحديدا العسكري الإسرائيلي – والذي يرتدي البذلة العسكرية الخضراء والخوذة الواقية وسترة مضادة للرصاص ومسدس M-16. ، وجميع ما سبق يمثل الصورة العامة لشكل الجندي الإسرائيلي .

ورغم كل ذلك، تشير رسوم البحادي الأخرى في صحيفة القدس العربي وتحديدا المنشورة منذ بداية هذا العام إلى أن “الاحتلال” الذي يشير إليه في صورة “الجندي الإسرائيلي” الرمزية يمثلان في رسومه الفنية صورة رمزية للشعب الإسرائيلي وتحديدا اليهود من أبناء هذا الشعب والذي يتكون الجيش الإسرائيلي منهم في غالبيته.

ويظهر الاستنتاج السابق بوضوح من خلال التعليق الذي قدمه الرسام (البحادي)على الهجمات القاتلة التي استهدفت المدنيين الإسرائيليين.

وتعكس رسومه الكاريكاتيرية الاحتفاء بالعمليات الإرهابية التي تستهدف المدنيين ، مثل عملية إطلاق النار في حي نيفي يعقوب (النبي يعقوب) في 27 يناير، وهي العملية التي أسفرت عن مقتل سبعة مدنيين تتراوح أعمارهم بين 14 و59 عامًا، وليس جنديًا واحدًا أو ضابط شرطة،

وبمناسبة هذه العملية قام (البحادي) برسم الكاريكاتير التالي في صحيفة القدس العربي:

وتحت عنوان “عملية القدس – لكل فعل رد فعل”، يظهر الرسم الكاريكاتيري أحد الفلسطينيين وهو يطلق النار على ضابط إسرائيلي في رأسه مباشرة ، ويرتدي الإسرائيلي الملابس العسكرية ، ومكتوب عليها المنظومة الأمنية الإسرائيلية .

وعبارة المنظومة هنا هي للجمع والشمل أي كل ما هو إسرائيلي ويعمل في المنظومة الأمنية ، وهو ما يضع تحريضا سافرا على هذا الرسم

وبالمثل، امتدح (البحادي) جريمة قتل إرهابية وقعت في 19 أغسطس ٢٠٢٣ استهدفت مدنيين اثنين، عمرهما 60 و28 عامًا، في بلدة حوارة:

وتحت عنوان “عملية إطلاق نار تستهدف الاحتلال في حوارة”، يُصوّر هذا الرسم الكاريكاتوري البعوض مثل الرصاصة الفلسطينية التي تحاول لدغ الجندي الإسرائيلي.

الملاحظ هنا ومع تحليل مضمون رسوم البحادي إنه استخدم في بعض المرات صورًا صريحة لترويج الصور ووجهات النظر التصورية المعادية للسامية، على سبيل المثال عندما علق على إمكانية نقل المملكة المتحدة سفارتها إلى القدس في أكتوبر الماضي:

الكاريكاتير الذي رسمه البحادي في جريدة القدس العربي في 10 أكتوبر 2022 بعنوان “بريطانيا تناقش نقل سفارتها من تل أبيب إلى القدس”.

توضيح : يظهر هذا الرسم إسرائيل في صورة سارق للقدس وفلسطين (التي يرمز إليها بصورة الصخرة) وبريطانيا في صورة رجل يقبل يد هذا السارق ويمنحه هدية وهي مبنى السفارة البريطانية الذي سينقل إلى القدس . ويمثل هذا الرسم انتقادا دقيقا للشعب الإسرائيلي الذي ظهر في صورة سارق (حرامي) للأرض ، وهو تعريف ثقافي للشعب الإسرائيلي في المخيلة والعقل العربي 

بالطبع، البحادي ليس الرسام الكاريكاتوري الوحيد في جريدة القدس العربي الذي تعكس رسومه سعادة بعمليات قتل المدنيين الإسرائيليين، دون أن يحدد أي تمييز بينهم وبين الجنود. وهذا التوجه أيضا يظهر مع رسام الكاريكاتير الفلسطيني محمد سباعنة ، والذي أشاد بعملية القدس الإرهابية ، والتي قام فيها مخرب فلسطيني بدهس عدد من الإسرائيليين ، وأسفرت هذه العملية عن مقتل ثلاثة مدنيين إسرائيليين تتراوح أعمارهم بين 6 و21 عامًا:

وبات هذا واضحا مع تغريدة سباعنة التي وضعها عبر حسابة في موقع أكس (تويتر) ، ووقت كتابة سباعنة لهذه التغريدة أعلنت السلطات عن مقتل الطفل يعقوب إسرائيل بالي، البالغ من العمر 6 سنوات ، ومع هذا أعتبر سباعنه إن ضحايا عملية القدس من المستوطنين الفلسطينيين ، وهو نفس النهج الذي ينتهجه فكريا الرسام فهد البحادي ، حيث يحرص سباعنه في كل مرة يعبر فيها عن رؤيته لهذه العمليات والموقف السياسي العام عموما على عرض وإبراز صورة العداء التقليدية ضد اليهود.

وتحت عنوان “الاعتداء على كنائس القدس”، يصور هذا الكاريكاتير الذي نُشر في الصحيفة في 4 فبراير مواطنا اسرائيليا يصلب السيد المسيح.

وفي رسم آخر وضعه محمد سباعنة حول “النقض الأمريكي لصالح إسرائيل”، ونشر بتاريخ (23 سبتمبر 2022) يظهر الرسم يدًا يهودية تتحكم في الولايات المتحدة، التي بدورها تتحكم في الأمم المتحدة من خلال حق النقض (الفيتو) في مجلس الأمن

في النهاية، يجب فحص صورة شخصية “الجندي الإسرائيلي” في كاريكاتير القدس العربي في سياق الرؤية التحريرية العامة للصحيفة ، حيث تنتهج الصحيفة نهجا تحريريا مفاده إنه لا يوجد تمييز بين المقاتلين والمدنيين.

بمعنى آخر، نظرًا لأن القدس العربي يعتبر جميع تجليات السيادة اليهودية “من النهر إلى البحر” احتلالًا أجنبيًا للأراضي العربية ، فإن أي يهودي يمارس هذه السيادة يصبح بالتالي “جنديًا” في قوة احتلال ، وكل إسرائيلي مدان من وجهة نظرهم ، و لا يعتب المواطن الإسرائيلي بريئا ، لذا يصبحون جميعًا أهدافًا مشروعة للهجمات الارهابية “البطولية”، بما في ذلك الأطفال اليهود.

وبالطبع، يتفق هذا النهج التحريري الذي يتجلى في هذه الرسوم  خطاب الكراهية المعادية للسامية، وهو ما يتجسد في النسخ الثلاث لنفس الرسوم الكاريكاتورية المعادية للسامية التي نشرتها صحيفة القدس العربي في الفترة من مايو 2020 إلى نوفمبر 2021، متنبئة بأن يترك يهود إسرائيل وطنهم الأصلي ويهاجرون في نهاية المطاف، لأن هذا هو “وعد الله”. …

أنظر إلى التقرير المنشور بالإنجليزية على موقع “CAMERA UK” التابع لمؤسسة “كاميرا”.

Leave a comment

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *