بعد أكثر من شهر، من نشرها لتقرير عن القيادي في حركة الجهاد الإسلامي، خضر عدنان، المنشور في يوم 6 مايو/آيار، قامت هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) بالتعاطي مع الشكوى التي تقدمت بها مؤسسة كاميرا العربية، فيما يتعلق بأسلوب ونهج تغطية هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) العربية صحفياً لهذا الموضوع، وتضمن التصحيح الذي قامت به القناة نفْيَ صفة الارتقاء عن القتيل، بعد أن قامت بنعته بلقب “الارتقاء” في موضوعها الصحفي المنشور في السابق. (توضيح من المترجم لا يتضمنه النص الأصلي: خضر عدنان هو واحد من قيادات حركة الجهاد الإسلامي في داخل الأراضي الفلسطينية).
كان خبر وفاة الأسير خضر عدنان في المستشفى في الثاني من مايو/آيار بعد إضرابه عن الطعام أثناء احتجازه في إسرائيل، محوراً لاهتمام هيئة الإذاعة البريطانية “بي بي سي” العربية في ذلك اليوم، التي نشرت أربعة موضوعات عن عدنان، فضلا عن نشرها لموضوع خامس يتعلق بالهجمات الصاروخية التي شنها إرهابيو الجهاد الإسلامي في قطاع غزة على إسرائيل عقب الإعلان عن وفاة عدنان بعد ذلك.
وقامت مراسلة بي بي سي العربية في رام اللـه، إيمان عريقات، بعرض تقرير عن عدنان، وحمل التقرير عنوان (خضر عدنان: عائلة السجين الفلسطيني تتهم إسرائيل بـ “القتل المتعمد“)، وقد تضمن هذا التقرير كثيراً من الأكاذيب، وتجاهل ذِكر العديد من الحقائق، وهو ما يمكن ملاحظته في السطور التالية:
فضلا عن تضليل التقرير الذي عرضته عريقات المشاهدين أيضاً في نقطتين إضافيتين:
- تم تصوير موضوع عضوية عدنان في حركة الجهاد الإسلامي، باعتبارها اتهامات (مزاعم) إسرائيلية، وليست حقيقة سياسية واقعة، وقد كان عدنان بالفعل عضواً في حركة الجهاد الإسلامي، وهو ما يمكن الكشف عنه بسهولة، وفقاً للمعطيات التي تذكرها وتعلن عنها بيانات ومعطيات حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين نفسها، التي تشير إلى عدنان مراراً وتكراراً باعتباره شخصية قيادية في حركة الجهاد الإسلامي، وهو ما يعرف بالعربية: قيادي.
ثانياً، وفقاً لتفاصيل السيرة الذاتية المنشورة عن خضر عدنان، فإن “موسوعة النخبة الفلسطينية” لعام 2020، تكشف وبجلاء عضوية خضر عدنان في الإطار التنظيمي لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين منذ نحو عقدين.
(توضيح إضافي من المترجم لا يتضمنه النص الأصلي: التوصيف التعريفي للهوية السياسية لـ”خضر عدنان” واضح وهو ينتمي لحركة الجهاد الإسلامي، التي قامت بـ”نعيه“، واعتبرته من القيادات المهمة والملهمة لأجيال من الرجال الشجعان). - قام التقرير بتقديم مصطلح تعريفي وتوصيفي لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين، باعتبارها حركة محظورة من قبل إسرائيل، ورغم ذلك، فإن العديد من دول العالم تحظر أيضاً حركة الجهاد الإسلامي، باعتبارها حركة إرهابية، ومنها المملكة المتحدة (منذ عام 2001)، وهي بالمناسبة الدولة المقر والممولة لــ بي بي سي، وكذلك الولايات المتحدة الأمريكية، وبعض من الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي واليابان وكندا وأستراليا ونيوزيلندا.
جدير بالذكر أن هذه ليست المرة الأولى التي تخفي فيها “بي بي سي عربي” حقيقة أن حركة الجهاد الإسلامي الفلسطينية محظورة منذ فترة طويلة، ويتم التعاطي معها كمنظمة إرهابية في المملكة المتحدة والعديد من الدول الديمقراطية في العالم. وتعترف بعض التقارير المنشورة في عام 2019، بأن كلا من إسرائيل والولايات المتحدة فقط هما من تحظران الحركة سياسياً وفي هذا السياق فقط.
جدير بالذكر أن هذه ليست المرة الأولى التي تخفي فيها “بي بي سي عربي” حقيقة أن حركة الجهاد الإسلامي الفلسطينية محظورة منذ فترة طويلة، ويتم التعاطي معها كمنظمة إرهابية في المملكة المتحدة والعديد من الدول الديمقراطية في العالم. وتعترف بعض التقارير المنشورة في عام 2019، بأن كلا من إسرائيل والولايات المتحدة فقط هما من تحظران الحركة سياسياً وفي هذا السياق فقط.
بعد تقديم شكوى من مؤسسة كاميرا بشأن هذه الأخطاء السياسية، تم تعديل النص المصاحب لفيديو عريقات ليشمل على خطأ رابع (دون تصحيح الأخطاء الثلاثة الموجودة)، ووفقا للمعطيات السابقة، وبدلاً من كتابة الخبر بصورة توضح وفاة خضر عدنان الطبيعية، نتيجة لإصراره الفردي على الإضراب عن الطعام، أشار تقرير “بي بي سي” لهذا الحادث بالقول: إن روْح خضر عدنان، القيادي في الجهاد الإسلامي في فلسطين، قد أرتقت.
(توضيح: استخدام مصطلح صعد إلى السماء يعني في الثقافة العربية إشارة صريحة لاستشهاد الشخص المشار إليه، وهو ما تشير إليه التفسيرات الإسلامية صراحة، وقد وصف الرسول محمد ـ نبي الإسلام ـ رحلة الإنسان من الموت إلى السماء بالقول: (حتى إذا خرجت روْحه، صلّى عليه كل ملك بين السماء والأرض وكل ملك في السماء، وفتحت له أبواب السماء صعودا إليها).
ووفقا للمعطيات السابقة، فقد أرسلت الكاميرا العربية رسالة شكوى إلى قسم الشكاوى في “بي بي سي” في ضوء ما نشرته عن هذه القضية، وقالت مؤسسة كاميرا: إن استخدام كلمة “ارتقاء”، للإشارة إلى وفاة عضو في منظمة إرهابية باعتراف بريطانيا ذاتها، هو أمر مثير للتحريض، لأنه يصف موته بأنه عمل بطولي ومقدس.
وبعد هذا التواصل الإضافي، أصدرت هيئة الإذاعة البريطانية “بي بي سي” في النهاية أربعة تصحيحات لما ذكره عريقات، وجاء في معرض الرد الرسمي ما يلي:
“يعترف محررو الخدمة بحدوث أخطاء، ويعتذرون عنها، وقد قاموا بتعديلها وفقاً لذلك.”
النسخة المعدلة من تقرير مراسلة “بي بي سي” إيمان عريقات المصوّر أصبحت الآن أطول بـ 22 ثانية:
وقد تمت الإضافات الجديدة بالخط العريض، التي تقول: “توفي الأسير الفلسطيني خضر عدنان في المستشفى الذي نقل إليه من سجن الرملة الإسرائيلي، بعد أن عثرت عليه السلطات الإسرائيلية فاقداً للوعي في زنزانته، عدنان، عضو حركة الجهاد الإسلامي المحظورة في كلٍّ من إسرائيل وعدد من دول العالم، وقد توفي بسبب دخوله في إضراب مفتوح عن الطعام لــ”ست مرات”.
علاوة على ذلك تم تعديل رواية “بي بي سي” لتكون:
“ولم يحاكم الفلسطيني عدنان حتى ارتقائه فجر الثلاثاء داخل سجن الرملة الإسرائيلي”.
بالإضافة إلى ذلك، أضافت “بي بي سي عربي” إلى أن الجهاد الإسلامي في فلسطين محظور أيضاً في “دول أخرى”، وهو ما يتضح من خلال الروابط التالية (قبل / بعد).
والملاحظ إنه وفي كلا التقريرين، لم يكلف المحررون في “بي بي سي” جهدهم لتوضيح أن حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين محظورة في بريطانيا، الدولة المقر لهيئة الإذاعة البريطانية والداعم لها. وقد رفضت خدمة “بي بي سي عربي” شكوى منفصلة تقدمت بها مؤسسة “كاميرا” ترفض الوصف الخاطئ لعدنان، على أنه “ناشط سياسي”، وهو ما تم بثه في 2 مايو 2023؛ في برنامج “BBC Trending” الذي تشارك في تقديمه المذيعة السورية سيرينا جوكه.
وبالإضافة لكل ما سبق، فإن عدداً من وسائل الإعلام أيضا أخطأ في تقديم الوصف التعريفي لــ “عدنان”. بالإضافة إلى تصحيحات “بي بي سي” الأخيرة، قامت مؤسسة كاميرا أيضا بمطالبة موقع صحيفة “تايمز أوف إسرائيل” إلى تصحيح نقطة أخرى تتعلق بعدنان؛ أن اعتقاله الأخير لم يكن “إداريا” كما ادعى في البداية، لأنه تم توجيه الاتهام إليه بالفعل بعد وقت قصير من اعتقاله، (قبل– بعد)، ومع ذلك، لا يزال هناك خطأ يتعلق بمكان وفاته. ومع هذا، فإن هناك أخطاء أيضا لا تزال موجودة في النسخ العربية من يورونيوز ووكالة فرانس برس وفرانس24 في أكثر من مرة، تتعلق بالتعاطي الصحفي مع قضية خضر عدنان والوصف التعريفي له.
أنظر إلى التقرير المنشور بالإنجليزية على موقع “CAMERA UK” التابع لمؤسسة “كاميرا”.