سجل هيئة الإذاعة البريطانية BBC بالحوادث المتعلقة باستهداف المدنيين الإسرائيليين

الصورة التقتها مصور كان بصحبة عناصر حماس الإرهابية بالسابع من أكتوبر

كتبت: كاميرا بالعربية

في 16 أكتوبر نشرت صحيفة تليغراف البريطانية تقريرًا للصحفية فيكتوريا وارد حمل عنوان “أحد البرامج في البي بي سي يتساءل حول ما إذا كان هناك مذبحة ارتكبتها حركة حماس في مستوطنة كفار عزة. “

وقد أثار أحد البرامج في الخدمة العربية لهيئة الإذاعة البريطانية بي بي سي تساؤلات حول ما إذا كانت حركة حماس أرتكبت مذبحة في مستوطنة كفار عزة بالفعل.

وأشار برنامج “تريندينغ” (توضيح: هو برنامج يومي تنتجه القناة حول أبرز الموضوعات المتداولة عبر منصات التواصل الاجتماعي العربية ، ومذيعته الرئيسية هي السورية سيرينا غوكة…..وكانت تعمل في قسم المونتاج قبل أن تنتقل إلى تقديم البرنامج عندما أنتقل أحمد الفاخوري مقدم البرنامج الرئيسي إلى قناة الجزيرة) الذي يبث على قناة بي بي سي العربية إلى عرض نسخ مختلفة من الروايات المتعلقة بالحادث، وهي الروايات التي تختلف في مصداقيتها عن القصة الحقيقة والواقعية، وقد تم عرض هذه النسخ الغير واقعية عبر شاشة هيئة الإذاعة البريطانية، ومن الواضح أن جيريمي بوين، محرر شؤون الشرق الأوسط في هيئة الإذاعة البريطانية والذي ذهب إلى موقع الحادث، كرر ما سمعه فقط من القوات الإسرائيلية ، وفقا لما قاله برنامج ” تريندينغ “.

ويقول تقرير صحيفة تليغراف إن برنامج ” تريندينغ ” الذي تم بثه على قناة BBC Arabic أثار تساؤلات حول ما إذا كانت مستوطنة كفار عزة الإسرائيلية قد تعرضت لهجوم وفظائع على يد مقاتلي حركة حماس، وقد نفت حركة حماس الاتهامات الموجهة إليها والزاعمة بأن مقاتليها نفذوا فظائع هناك.

وقد تم تغيير عنوان (الفيديو المعروض عبر يوتيوب)  في وقت لاحق قبل أن يتم إزالة التقرير بأكمله من موقع BBC ومن ثم من موقع YouTube.

وقد أشار المتحدث باسم هيئة الإذاعة البريطانية BBC إلى أن التقرير تم حذفه من منصات القناة لأنه لم يفي بمعايير التحرير الخاصة ب “هيئة الإذاعة البريطانية”، وأنه يجري التحقيق في كيفية بقائه على منصة الهيئة بنسختها العربية في موقع YouTube. ولم يتضمن تقرير الـ Telegraph أي تفسير من المتحدث باسم الهيئة حول كيفية نشر تقرير لم يفي بالمعايير التحريرية للشبكة عبر قناتها في موقع YouTube.

وتقول صحيفة التلغراف إن تقريرًا عرضه برنامج “تريندينغ” على قناة BBC Arabic قد أثار تساؤلات حول ما إذا كانت مذبحة حدثت فعلًا في كيبوتز كفار عزة الإسرائيلي ، وقد رفضت حركة حماس الاتهامات بأن مقاتليها نفذوا فظائع هناك.

وقد تم تغيير عنوان الخبر في وقت لاحق قبل أن يتم إزالة التقرير بأكمله من موقع BBC ومن ثم من موقع  YouTube التابع للقناه ، وقد أشار المتحدث باسم الBBC إلى أن التقرير أزيل بسرعة من الإخراج لأنه لم يفي بمعايير التحرير الخاصة بهم، وأنه يجري التحقيق في كيفية بقائه على YouTube. ولم يتضمن تقرير الـTelegraph أي تفسير من المتحدث باسم الBBC حول كيفية ظهور تقرير لم يفي بالمعايير التحريرية للشبكة في البداية.

وقالت الصحيفة إن هناك صورا لمقاتلي حماس الذين قتلوا أيضا في هذه الواقعة ، وأن هذا ينفي شهادات المواطنين الإسرائيليين.  المتعلقة بارتكاب حماس لهذه المذبحة في الكيبوتز.

وأضافت الصحيفة أن “حركة حماس قالت في بيان لها إنها استهدفت في عمليتها العسكريين ومواقع الجيش الإسرائيلي والأجهزة الأمنية”.

ورفضت حركة حماس الاتهامات الموجهة لها بارتكاب أي جريمة أو انتهامات، وأضافت أنه يجب على الإعلام الغربي أن يكون دقيقا وأن لا يردد وبشكل أعمى الرواية الصهيونية المليئة بالأكاذيب والافتراءات ، على حد وصف حركة حماس.

وأضافت الحركة في بيان لها أن “كتائب القسام وهي الذراع العسكري لحركة حماس استهدفت المنظومة العسكرية والأمنية الإسرائيلية، وهو هدف مشروع بالنسبة لها ، ومقاطع الفيديو الميدانية وشهود المستوطنين تؤكد عدم تعرض مقاتلي الحركة وعناصر كتائب القسام للمدنيين أو الأطفال”.

الصورة التقتها مصور كان بصحبة عناصر حماس الإرهابية بالسابع من أكتوبر

في هذا الصدد تقول مؤسسة كاميرا العربية:

“بين سبتمبر 2022 ويونيو 2023، قمنا بتوثيق عدد ستة تقارير اعترفت فيها هيئة الإذاعة البريطانية ذاتها بأن خدمتها العربية حذفت وبصورة “خاطئة” تقارير تشير إلى استهداف مدنيين من اليهود الإسرائيليين ، وهو ما أدى لاتخاذ إجراءات تصحيحية فورية في المحتوى”.

وهذه التقارير الستة – إلى جانب حالتين أخريين رفضت بي بي سي تصحيحهما – هي كما يلي:

التقرير الصحفي الأول …تاريخ النشر 11 سبتمبر 2022 (انظر هنا):

حذفت هيئة الإذاعة البريطانية قائمة الإدانات السابقة للفلسطيني “ناصر أبو حميد” المدان بارتكاب 7 تهم بالقتل حيث قتل ستة مدنيين إسرائيليين وأحد ضباط الشرطة. وقد اعترفت بي بي سي بعد ذلك بأنه كان ينبغي لمراسلة الضفة الغربية إيمان عريقات أن تدرج هذه الحقيقة في تقريرها:

وقالت الهيئة في معرض ردها على هذه النقطة….”نعترف أنه وخلال المقابلة الإذاعية مع مراسلة بي بي سي العربية في رام الله، الصحفية إيمان عريقات، يوم الأحد 11 سبتمبر/أيلول، كان ينبغي عليها أن تشرح خلفية ناصر أبو حميد ولماذا يقضي عقوبة السجن وقد تمت مناقشة هذا الأمر مع مراسلتنا من أجل لتجنب هذه الأخطاء في المستقبل”.

(توضيح: ناصر أبو حميد هو مؤسس كتائب شهداء الأقصى ، وقد قام بتنفيذ سلسلة من العمليات الانتحارية داخل إسرائيل أسفرت عن مقتل وإصابة العشرات من المدنيين الإسرائيليين) .

التقرير الصحفي الثاني …تاريخ العرض 26 سبتمبر 2022  (انظر هنا)  : أغفلت هيئة الإذاعة البريطانية بي بي سي في نسختها العربية في معرض نعيها للشيخ الراحل يوسف القرضاوي، عضو جماعة الإخوان المسلمين، حقيقة أنه كان يؤيد قتل المدنيين الإسرائيليين. وبعد شهر، اعترفت بي بي سي بالخطأ وصححته ، وقالت في بيان لها :

“إن محرري هيئة الإذاعة البريطانية بي بي سي يعترفون بالخطأ بشأن النص المذكور في المادة الصحفية ، وقد قمنا بتعديله ليقول إن القرضاوي يؤيد الهجمات الانتحارية ضد “الإسرائيليين” (وليس الجنود الإسرائيليين)”.

(توضيح : قالت الهيئة أن محرري هيئة الإذاعة يقبلون الشكوى التي تم التقدم بها ،،،وهو مصطلح بريطاني قانوني يعني الاعتراف بالخطأ)

التقرير الصحفي الثالث ….تاريخ العرض 26 أكتوبر/تشرين الأول 2022 (انظر موقع صحيفة جويش كرونيكل هنا):

بثت هيئة الإذاعة البريطانية بي بي سي العربية الأغنية الشعبية الفلسطينية “أمي، هناك طرق على بابنا”، دون الإشارة إلى حقيقة أنها تمجد إرهابيًا من السبعينيات أطلق صواريخ على المدنيين وتفخر بذلك حتى يومنا هذا (انظر الفيديو المترجم لـ CAMERA العربية هنا للتعرف على المزيد من التفاصيل).

وقد رفضت هيئة الإذاعة البريطانية (BBC) إزالة المقطع، وردت على استفسار صحيفة جويش كرونيكل على النحو التالي:

“نحن لا نعتقد أن برنامج دنيانا يحث على العنف.”

وقد قدمت مؤسسة كاميرا شكوى بهذا الصدد ، وقامت هيئة الإذاعة البريطانية بعد ذلك بإزالة الفيديو، لكن محرريها ووحدة ECU (وحدة التحكم التقني الالكتروني) ، يرون أنه لا يوجد خطأ في ذلك وما زالوا يهددون بإعادة عرض هذا المضمون مرة أخرى ضمن البرامج الإخبارية ولكن في الوقت المناسب”.

(توضيح : برنامج دنيانا هو برنامج عرضته هيئة الإذاعة البريطانية ، وهو برنامج يتناول قضايا الساعة في عالمنا العربي من القضايا السياسية الى القضايا الاجتماعية)

الصورة التقتها مصور كان بصحبة عناصر حماس الإرهابية بالسابع من أكتوبر

الخبر الرابع 4 – تاريخ العرض 29-30 أكتوبر 2022:  

متابعة انتقائية لأحد التقارير

في ليلةالسبت 29 أكتوبر، أدى هجوم إطلاق نار في مدينة كريات أربع إلى مقتل مدني إسرائيلي يدعى رونين حنانيا، وبعد ظهر اليوم التالي، أصيب خمسة إسرائيليين بينهما جنديين بجروح متوسطة وطفيفة نتيجة لعملية دهس على طريق البحر الميت.

وفي كلتا الحادثتين، قُتل منفذو الهجوم الفلسطينيون بالرصاص في موقع الحادث.

بي بي سي عربي قامت بتغطية الحادثة الثانية إعلاميا فقط ، وتجاهلت تماماً الحادثة الأولى التي كان ضحيتها أحد المدنيين ، وفي هذا الإطار رفضت هيئة الإذاعة البريطانية الاعتراف بالخطأ ، وقالت في معرض ردها على هذه الشكوى :

“نحن لا نقبل أن تكون تغطية بي بي سي العربية انتقائية، وأن تحذف تفاصيل معلوماتية في تغطيتها الإخبارية للهجمات الفلسطينية ضد المدنيين الإسرائيليين ، وقد كان آخر الأمثلة على ذلك المزدوج الذي وقع الأسبوع الماضي في القدس والذي تم عرضه وتغطيته إعلاميا على جميع منصات بي بي سي العربية من قبل مراسلنا المعتمد هناك…..وتسعى بي بي سي عربي إلى تغطية الأخبار بنزاهة وشفافية،  قد تفوتنا في بعض الأحيان بعض الأخبار عن الهجمات التي يشنها كل من الفلسطينيين والإسرائيليين ، ولكن هذا لا يعبر عن أداء انتقائي على الإطلاق، بل هو نتيجة للأفضلية في عرض الأخبار ذات الميزة التفضيلية واتفاق ذلك مع الأحداث المتنافسة والموارد المتاحة والتوقيت وما إلى ذلك.”

الخبر الخامس ٥  – تاريخ العرض 5 – 15 نوفمبر/تشرين الثاني 2022:

أخطأ تقرير لهيئة الإذاعة البريطانية “بي بي سي” باللغة العربية في تصوير أعمال العنف التي وقعت خلال الأسابيع الماضية ووصفها بأنها مواجهات بين القوات الإسرائيلية والفلسطينيين ، متجاهلاً حقيقة أن المدنيين الإسرائيليين كانوا مستهدفين بشكل مستمر طوال هذه الفترة بأكملها.

وقد اعترفت بي بي سي بالخطأ وصححته ، وقالت في معرض ردها على هذه الشكوى:

“نعترف بأن عبارة (بين القوات الإسرائيلية والفلسطينيين) قد تكون مضللة وقد عدلنا النص إلى مواجهات “بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي”.”

الخبر السادس 6 – تاريخ العرض  18 ديسمبر/كانون الأول 2022:

جاءت ترجمة بي بي سي عربي لتقرير باللغة الإنجليزية عن ترحيل صلاح حموري إلى فرنسا غير دقيق ، حيث حذفت هيئة التحرير بالموقع العربي جملة واحدة من النسخة الأصلية باللغة الإنجليزية، وتحديدا تلك الجملة التي ذكرت فيها الهيئة إن حموري حوكم وسجن لمحاولته اغتيال حاخام إسرائيلي بارز وهو الحاخام (عوفاديا يوسف).

جدير بالذكر أن جميع وسائل الإعلام الغربية التي غطت هذه القصة ، عرضت في نسختها العربية  هذه التفاصيل المهمة.

وقد اعترفت بي بي سي بهذا الخطأ وصححته ، وقالت في معرض ردها على هذه الشكوى:

“يعترف محررو بي بي سي العربية أن المقال المنشور على صفحتهم يحتوي على تناقضات مع النسخة الإنجليزية للمقال ، وقد تمت معالجة هذا الأمر، وتحتوي المقالة الآن على سطر مفاده أن الحموري سُجن لمدة ست سنوات في عام 2005 بعد اتهامه بمحاولة اغتيال حاخام متطرف وزعيم سياسي.

(توضيح: أكتفت النسخة العربية للموقع بالقول إنه وفي عام 2005 ، سُجن حموري لمدة ست سنوات بعد اتهامه بمحاولة اغتيال حاخام متشدد وزعيم سياسي ، وهو الأمر الذي نفاه.)

ولم تذكر الهيئة أسم الحاخام عوفاديا يوسف ، كما وصفته بأنه حاخام متشدد وزعيم سياسي، رغم أن التعريف الرسمي للحاخام الراحل عوفاديا يوسف كان الزعيم الروحي لحركة شاس ، وهي حركة لها تمثيل في الكنيست)

الخبر السابع – تم عرضه في 20 ديسمبر 2022:

حذفت هيئة الإذاعة البريطانية بي بي سي عربي مرة أخرى الإدانات القانونية للمتهم الفلسطيني ناصر أبو حميد السابق إدانته بها ، حيث تمت إدانته بارتكاب سبع جرائم قتل، وقد وقع هذا الحذف في النسخة العربية لموقع هيئة الإذاعة البريطانية عبر الإنترنت.

وفي معرض ردها على ذلك اعترفت بي بي سي بالخطأ وصححته ، وقالت الهيئة :

“تم تعديل النص الآن ليشار إلى أبو حميد على أنه “سجين” مع إضافة أنه كان يقضي حكما بالسجن المؤبد لدوره في قتل إسرائيليين خلال الانتفاضة الثانية”.

الخبر الثامن – تم عرضه في 22 يونيو 2023:

وصفت هيئة الإذاعة البريطانية (BBC)  أربعة مدنيين إسرائيليين قتلوا في هجوم إرهابي فلسطيني بأنهم “جنود” ووصفت وفاتهم بأنها نتيجة “اشتباكات ومواجهات بين القوات الفلسطينية والإسرائيلية”. وقد اعترفت هيئة الإذاعة البريطانية (BBC) متأخرًا بالخطأ وقامت بتصحيحه ، وقالت في معرض ردها على هذا الأمر :

“لقد قام محررو الخدمة العربية بمراجعة المادة المنشورة موضع البحث ، وهم يقبلون أن الإسرائيليين الأربعة الذين قتلوا كان ينبغي وصفهم بأنهم مدنيون وقاموا بتعديل المادة وفقا لذلك.

وعقب هذا البيان التوضيحي نشر الموقع تعديلا على نص الخبر وبات نص الخبر بعد التعديل:

“وتشهد الضفة الغربية تصاعدًا في أعمال العنف حيث قتلت القوات الإسرائيلية خلال الأيام السبعة الماضية 14 فلسطينيًا، من بينهم مسلحون ومدنيون، كما قتل المسلحون الفلسطينيون 4 مدنيين إسرائيليين”.

ووفقا لما سبق، لا يوجد أي توجه جديد فيما يتعلق بالنهج التحريري للخدمة العربية لهيئة الإذاعة البريطانية والتي تهدف للاستخفاف بخطورة الهجمات على المدنيين الإسرائيليين.

أنظر إلى التقرير المنشور بالإنجليزية على موقع “CAMERA UK” التابع لمؤسسة “كاميرا”.

Leave a comment

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *